«هذا المكان سيكون أحد الرئات الثقافية التي تمتلئ بها كل أرجاء وطننا العربي، وأبوظبي التي يشعر فيها كل زائر ومقيم بالسعادة الغامرة، تقدم هذا المكان الذي يرعى ويحتفي بروح الأمل والفرح، لأن الحياة تتجدد وترقى بالثقافة والفنون». هكذا خاطب الموسيقار عازف العود نصير شمّه جمهوره الذي احتشد على مقاعد المسرح الحجري أمام المجمع الثقافي، في منطقة الحصن الثقافية.
اختار شمّه أن تكون بداية الأمسية بمقطوعة «عالم بلا خوف»، العنوان الذي يرمز إلى أجواء الأمان والسلامة التي تنعم بها الإمارات، وتمتاز بها عاصمتها، يعطي الأمل والاطمئنان في النفوس. وتجلى هذا الشعور عندما بدأت ترافقه بالعزف فرقة «كلوبال بروجيكت»، وهي تضم نخبة من العازفين من مختلف الثقافات، ومنهم: عازف الهارب الباراجواني فيكتور إسبينولا، وجورج بيزارا قارع الطبل البرازيلي، وكارين بريجز عازفة الكمان الأميركية، وهوفا بوريان رائد العزف على قيثارة الباص من أرمينيا، والعازف الفرنسي نيكولا مونتازود، ومن تركيا سيركان كاغري العازف على آلة الكلارينيت التركية، وعلى البيانو الفنان أمين بو حليقة من تونس، وهو أيضا مؤلف حائز العديد من الجوائز، إضافة إلى أنه قائد أوركسترا ومخرج موسيقي، وهو الأصغر سناً بين المؤلفين الحاصلين على جائزة سيزر في فرنسا.
وجاءت المعزوفة الثانية بعنوان «الأندلس تفتح أبوابها»، وتضمنت عزفاً منفرداً على عود شمّه وعلى آلة الكلارينيت التركية، الذي أبدع العازف في أدائه، ما أثار إعجاب الجمهور، وجعله يتفاعل معه بشكل كبير، وتنقل الأداء في استحضار أجواء الأندلس بين جميع الآلات الموسيقية بين عزف جماعي ومنفرد.
ثم جاءت معزوفة «غداً أجمل»، حيث بدأت مع عود الفنان شمّه في أدائه المتميز، واستكملت الأمسية مع معزوفة «أولمبياد-2» في استعادة للأمسية التي قدمتها سيّدة الطرب والغناء العربي أم كلثوم على مسرح الأولمبياد في باريس وأغنيتها «أنت عمري»، تلتها مقطوعة «إشراق» شاركت في أدائها جميع الآلات الموسيقية، و»رقصة الفرس» أداها شمة بعزف منفرد على العود.
وإضافة إلى ذلك، كانت أجواء القدود الحلبية حاضرة مع عود شمّه وفرقته في معزوفة «طال المطال طال وطول». وكان الختام مع بيتين للشاعر بشارة الخوري بعنوان «شكت».
وتحدث الفنان نصير شمّه لـ»الاتحاد» عن هذا الحدث قائلاً: «هذا اليوم استثنائي، مكان يحمل لي أجمل الذكريات، حيث كنت هنا منذ 20 سنة، والشكر الكبير إلى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي لأنها أعادت للمجتمع هذا الصرح الثقافي المهم».
وأضاف: «إن هذا يعني رؤية ورعاية وصرفاً على الثقافة، واهتماماً بها. ونحن أيضاً جد فخورين أن يرافق افتتاح المجمع الثقافي افتتاح قصر الحصن الذي شهد مراحل تأسيس دولة الإمارات»، مؤكداً أن جميع هذه المشاريع هي لدعم وخدمة الثقافة العربية التي تنطلق الآن من الإمارات.
المصدر: صحيفة الاتحاد الاماراتية