أسس الموسيقار نصير شمّه بيوتاً للعود في معظم الدول العربية، ولم يكتفِ بذلك، بل شارك في اختراع آلات أخرى كلها تحاكي العود من حيث الشكل والصوت وحتى الاسم، بالإضافة إلى إصراره الدائم على تقديم لوحات موسيقية بمرافقة الأوركسترا العربية في مختلف أنحاء العالم دعماً للعود والموسيقى.
• إلى أين تريد أن تصل بالعود؟
كل مرحلة من العمر لها متطلباتها، اليوم حلمي اختراع آلات إيقاعية جديدة تكون لنا ولا تشبه أي نوع آخر من الآلات الموسيقية، وهذا الأمر ليس سهلاً، طبعاً أريد تثبيت اختراع الأعواد الجديدة ونشره للعالم، لأن عولمة العود فكرة تشغلني منذ القدم.
• دعمك للعود ألا يظلم باقي الآلات؟
أنا أهتم بجميع الآلات وكل فئات الفنون، مثل آلة القانون لدينا أعلى مستوى لتعليم القانون على مستوى المعاهد الموسيقية، وعندنا قسم الغناء الذي نهتم به وألحن له أحياناً وفي الحفل الأخير قدمت قصيدة للشاعرة الإماراتية جنان بعنوان «أيلول» بغناء أوبرالي، أنا أهتم بالموسيقى بشكل عام وهاجسي تطوير أنفسنا أولاً وأدواتنا ثانياً لأني من البداية أرفض فكرة أن نكون مستوردين، أحب أن أكون جزءاً من هذا العالم وأن أكون فعّالاً به من ناحية التغيير.
مآخذ
• هناك مآخذ على فناني «بيت العود»، أبرزها أنهم متهمون بالغناء للنخبة المثقفة وليس للجمهور العام، فكيف ترد؟
فكرة النخبة هي فكرة جيدة وليست سيئة، فهذه الفئة عملت وكدّت على نفسها وبحاجة إلى ناس تخاطبهم بما يفهمونه وبمستوى تلقيهم، وهو شيء جيد وأنا معه والفن دائماً يصل للناس الذين تعبوا على أنفسهم حتى من ناحية التذوق، البرامج الموجودة مثل «الزمن الجميل» على قناة أبوظبي أو «ذا فويس» و«آرب أيدول» مهمتها إيصال الأصوات الجميلة المختلفة لكافة فئات المجتمع، خاصة أن العمل الإنتاجي الفني لم يعد سهلاً على طالب خريج لينتج لنفسه، والشركات تتبنى الآخرين ضمن مواصفات ليست ذاتها التي نفكر بها، فشركات الإنتاج احتكرت الغناء بفئات تختار لهم الكلمات وفي الغالب هي كلمات ضعيفة لناس متنفذين ينفقون على الأغنية مما أدى إلى فشلها، تصحيح هذا المسار يأتي من خلال هذه البرامج التي تمنح الفرصة للصوت الحقيقي فأتوقع الفترات المقبلة ستعطي فرصة لهذا الأصوات التي عملنا عليها.
• حققت الأغنية العراقية نجاحاً ملحوظاً مؤخراً، ما رأيك فيما يقدم؟
بعض ما يقدم جيد والآخر سيئ، مثل أي أغنية في العالم العربي، من يريد الاستهلاك اليومي فنتيجته معروفة ومن يتعب على عمله ونصه ويختار ملحناً جيداً ينجح، موضة اليوم أنهم يقدمون لحناً صغيراً بتوزيع موسيقي سريع، ويعتقدون أنفسهم أنهم ملحنون! هناك ملحنون كبار في العراق يعملون لأهم الأصوات قديماً، ولكن المشكلة أن المغني أصبح يستسهل فكرة التلحين، ومنهم من يختار أن يلحن لنفسه ويقارنون أنفسهم بالكبار، الجيل الجديد الذي لم يتعلم كفاية ولم ينضج موسيقياً ويستخدم أحداً للتلحين وآخر للكلمات وتخرج أغنية اليوم في ثوانٍ ثم تختفي، هناك أصوات ناجحة ولكنهم لا يملكون أفق النجاح، النجاح صعب ولكن الأصعب أن تتقدم بنجاحك للمستقبل، ليس فقط أن (تضرب) لك أغنية فقط، وماذا بعد؟ إذا لم يملك المطرب ثقافة ونضجاً وخبرة وتطوراً لن يستطيع أن يميز بين الغث والسمين، أنصحهم بأن يفكروا من هذا المنطلق ليحافظوا على الأغنية العراقية وحضورها.
لحظة وفاء
يوماً ما كان نصير شمّهطالباً عند الموسيقار الراحل منير بشير من أساتذة العود، واليوم يعتبر أحد أهم أساتذة العود، وهو يقول عن أساتذته: «كل الذين درسوني بشكل مباشر أو استفدت من تجاربهم بأي شكل، هؤلاء أسماء مقدسة بالنسبة لي ونقلت هذا التقديس إلى (بيت العود)، فلا أسمح لأي طالب بأن يتحدث عن عازف ناجح بشكل سلبي، وأنا مع تقييم التجربة والاستفادة منها فقط، ونقلت لهم هذا الاحترام ولا توجد اليوم شائبة واحدة على أي موسيقي ناجح في كل خريجي وطلبة بيوت العود، دائماً هناك احترام لمن سبق وهو احترام متوارث حتى في الجلسة على المسرح الأقدم في الأمام والجديد في الصفوف الثانية والثالثة».
المصدر: زهرة الخليج